الشيعة والتشيّع
قضيّة الشيعة والتشيّع ، شغلت الكثرين من المشكّكين والمبغضين لأهل البيت عليهمالسلام ، ومن أهمّ ما شكّك فيه أولئك المبغضون ، أنّهم ادّعوا أنّه لم يكن هناك تشيّع أو شيعة إلا بعد القرن الثالث الهجري.
وغالباً ما يكون أولئك المشكّكون من أهل السنّة والجماعة ، فمن عادة هذه الفئة من المسلمين الأخذ بدون تقصّي وبحث ، وكذلك معاداة ما يجهلون ; ولذلك نجدهم دائما ينكرون أيّ وجود للشيعة والتشيّع منذ عهد النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل نقلوا تلك المقولة وذاك الادعاء : أنّ الشيعة والتشيّع ظهر بعد القرن الثالث الهجري ، ولم يكن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا القول باطل قطعاً ، ويدلّ على قّلة اطّلاع صاحبه ، وجهله بما عنده من كتب للحديث النبويّ من صحاح ومسانيد.
وسوف أحاول في هذه السطور ، وضع بحث مختصر عن الشيعة والتشيّع ، واثبت للقارئ العزيز أنّ الشيعة والتشيّع كانت منذ عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّ أوّل من دعى لذلك هو رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك من خلال أحاديث صحيحة ، وآيات شريفة نزلت بهذا الخصوص ، وذلك من كتب أهل السنّة.
ولا تستغرب أنّ تلك الكتب مليئة من الأحاديث التي تحثّ على مشايعة أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب وأهل بيته من الأئمّة المعصومين. وكذلك تدلّ على متابعتهم ، والمهمّ أنّ هناك أحاديث وآيات تشرح فضل شيعة أمير المؤمنين وثوابهم ، وماذا أعدّ لهم ربّ العزّة جلّ وعُلا من الثواب والدرجات العليا في الجنان ، بسبب متابعة ومشايعة أهل البيت عليهمالسلام.