فبالتالي لا يبقى مجال لأىّ إنسان مسلم يجهل هذا الأمر المهم ، الذي لطالما ندب ودعا له نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولا ينكر الشيعة والتشيّع بعد بيان كلّ تلك الحقائق إلاّ إنسان مكابر فقط ، يريد بمكابرته أنْ يبرّر جهله وعدم علمه بوجود تلك الحقيقة الشرعيّة التي أعطاها الشارع المقدّس صفة شرعية خاصّة.
نعود الآن إلى معنى الشيعة اللغوي ، ثُمّ نبيّن هل حوّل الشارع المقدّس تلك اللفظة إلى حقيقة شرعيّة خاصّة ، أو أنّها بقيت حقيقة لغويّة لها معنى لغوىّ خاص.
الشيعة لغة : هم الأتباع ، وهم من يتقوّى بهم الإنسان ، وينتشرون عنه ويقال : شيعة وشيَع وأشياع ، وقال تعالى : (وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لاَِبْرَاهِيمَ) (١) ، وقال : (هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ) (٢) ، أي أتباعه ، وقال تعالى : (وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا) (٣) ، فرقاً ، وقال تعالى : (فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ) (٤) ، وقال : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ ) (٥) أتباعكم.
ذكر ابن الأثير في النهاية : أصل الشيعة : الفرقة من الناس ، وتقع على الواحد والاثنين والجميع ، المذكر والمؤنّث بلفظ واحد ، وقد غلب هذا الاسم على من يزعم أنّه يتولّى عليّاً رضياللهعنه وأهل بيته ، حتّى صار اسماً خاصّاً ، فإذا قيل : فلان من الشيعة ، عرف أنّه منهم (٦).
إذن ، كلمة الشيعة كلمة من اللغة العربيّة ، لها مدلول خاص ، وردت في القرآن الكريم بالمعنى اللغوىّ في عدّة آيات.
وقد قلنا في بحث أهل البيت : إنّ كلّ حقيقة لغويّة ، إذا صرفت عن معناها
__________________
(١) الصافات : ٨٣.
(٢) القصص : ١٥.
(٣) القصص : ٤.
(٤) الحجر : ١٠.
(٥) القمر : ٥١.
(٦) النهاية في غريب الحديث ٢ : ٥١٩.