وبعد أنْ قضى فترة الأسر ، أُرجع مع سائر الأسرى إلى المدينة ، وما ذلك إلا لجلب رضى عامّة الناس.
عندما رجع الإمام الرابع إلى المدينة ، اعتزل الناس في بيته ، وتفرّغ للعبادة ، ولم يتصل بأحد ، سوى الخواص من الصحابة مثل : أبي حمزة الثمالي وأبي خالد الكابلي وأمثالهم ، ولا يخفى أنّ هؤلاء الخاصّة كانوا يوصلون ما يصلهم من الإمام من معارف إسلامية إلى الشيعة ، واتّسع نطاق الشيعة عن هذا الطريق ، فنرى ثماره في زمن الإمام الخامس.
وممّا ألّفه وصنفه الإمام الرابع كتاباً يحتوي على أدعية تعرف بـ ( الصحيفة السجاديّة ) وتشتمل على سبعة وخمسين دعاء ، والتي تتضمّن أدقّ المعارف الإلهية ، ويقال عنها : زبور آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت مدّة إمامته عليهالسلام خمسة وثلاثين سنة حسب بعض الروايات الشيعيّة ، ودُسّ إليه السمّ على يد الوليد بن عبد الملك ، وذلك بتحريض من هشام ، الخليفة الأموي ، سنة ٩٥ للهجرة.
الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام ولفظ باقر يدلّ على تبحّره في العلم ، وقد منحه اللقب هذا ، النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هو ابن الإمام الرابع ، ولد سنة ٥٧ للهجرة ، وكان عمره في واقعة كربلاء أربع سنوات ، وكان ممّن حضرها ، نال مقام الإمامة بعد والده ، بأمر من الله تعالى ، ووصيّة أجداده ، وفي سنة ١١٤ أو١١٧ للهجرة ( حسب بعض الروايات الشيعية ) قتل مسموماً بواسطة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ، ابن أخ هشام ، الخليفة الأموي ، قضت هذه الحادثة على حياته ، فمضى شهيداً.
في عهد الإمام الخامس ، وعلى إثر ظلم بني أميّة ، كانت تبرز ثورات متعاقبة في كلّ قطر من الأقطار الإسلاميّة ، وشنّت الحروب ، وكان الاختلاف في