الله صلّى الله عليه وسلّم : « من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية » (١).
فهل ماتت السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، تلك السيّدة المعصومة المطهّرة والتي حدّد الشارع المقدّس موقعيّتها للمسلمين من خلال كلام ربّ العالمين ، وأحاديث سيّد المرسلين.
هل السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، والتي قطعاً لها علم بالحديث النبويّ وتعرف قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية ». فهي السيّدة فاطمة الزهراء المعصومة ، والتي أذهب الله عنها الرجس ، وطهّرها تطهيرا ، سيّدة نساء العالمين ، وسيّدة نساء أهل الجنّة ، التي لا يجوز ردّ قولها ولا تكذيبها ، ويحرم إيذاءها ، بل إنّه يكفّر من آذاها. هل ماتت السيّدة الزهراء عليهاالسلام ولم تعرف إمام زمانها؟ أم أنّه إمام آخر لم يعترف به أبو بكر وعمر ومن معهم من الصحابة المنافقين.
ثُمّ أن السيّدة الزهراء عليهاالسلام أوصت أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب عليهالسلام أنْ لا يخبر أبا بكر بوفاتها ، وأنْ لا يشهد جنازتها ، وأنْ لا يصلّي عليها ، وأنْ يكون دفنها ليلاً.
ومن المعروف أنّ أمر الصلاة على الميّت خصوصاً إذا كان ذا شخصيّة عظيمة ، هو من شؤون الخليفة ، فهل هذا يعني أنّها لم تعترف بخلافة أبي بكر ولا بيعته؟
أليس في كلّ ما ذكر دليل على عدم اعتراف السيّدة الزهراء بإمامة أبي بكر ، ورفضها له ، إذا رجعنا إلى ما قرأناه في البداية نلاحظ أنّ السيّدة فاطمة الزهراء هي نفسها ميزان ومقياس يعرف به المحقّ من المبطل ، والمهتدي من الضال ، فإنني أقول : سلام عليك يا جدّتي ، يا سيّدة نساء العالمين ، يا سيّدتي ، يا فاطمة الزهراء ، أيّتها المظلومة الشهيدة.
اللّهم وال من والاها ، وعاد من عاداها ، والعن من آذاها ، وأذى نبيّك فيها.
__________________
(١) صحيح ابن حبّان ١٠ : ٤٣٤.