القيامة » (١).
بعد كُلّ هذه الأحاديث وتلك النصوص الثابتة في كتب خصوم أتباع أهل البيت ، أليس في هذا الطلب والأمر الإلهي بمحبّة أهل البيت وموالاتهم ، أليس في كُلّ ذلك دليل كاف على موالاتهم واتّباعهم وطاعتهم والاقتداء بهم ، وركوب سفينتهم ، والسير على صراطهم المستقيم ، صراط الله ورسوله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثُمّ أكثر من ذلك ، فقد أوجب الله سبحانه وتعالى الصلاة على أهل البيت في كُلّ صلاة ، وإنّ من لم يصلّ عليهم ، فإنّ صلاته باطلة.
ولذلك تجد الصحابة عندما نزلت الآية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (٢) ، سألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كيفية الصلاة والسلام عليه كما في الروايات الصحيحة في صحاح أهل السنّة ، فأخبرهم أنْ يقولوا : اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد.
روى البخاري في صحيحه : حدّثنا آدم ، حدّثنا شعبة ، حدّثنا الحكم قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أُهدي لك هدية أنْ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خرج علينا ، فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلّي عليك؟ قال فقولوا : اللّهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللّهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم ، انك حميد مجيد (٣).
روى البخاري في صحيحه : حدّثني سعيد بن يحيى ، حدّثنا أبي ، حدّثنا مسعر ، عن الحكم ، عن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة رضياللهعنه ، قيل : يا
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٣٠٥ ، مسند أحمد ١ : ٧٧ ، تاريخ مدينة بغداد ١٣ : ٢٨٩.
(٢) الأحزاب : ٥٦.
(٣) صحيح البخاري ٧ : ١٥٦.