ألسنتنا عنها.
إنّ هذا أمر خطير جدّاً ، وأكتفي بالتنبيه على أنّنا غداً سنُسأل في القبر وفي يوم الحساب عن كلّ أفعالنا واعتقاداتنا ، وبالتالي فإنّ هذا الأمر حقّا يشكّل ضرورة معرفة سبيل النجاة.
في الحديث الشريف ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « عُملت الخطيئة في الأرض ، كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها » (١).
إن جميع المسلمين يعرفون أنّ بني إسرائيل قتلوا أنبيائهم ، وأوصياء أنبيائهم ، لم يتّبعوهم ، وغيروا وبدّلوا في اعتقاداتهم ، وجسّموا ربّهم ، وحرّفوا كتبهم ، وتركوا سنن أنبيائهم ، وقلّوا حيائهم وأدبهم مع ربّهم وأنبيائهم ، وعبدوا العجل ، واتّبعوا أهواءهم وضلّوا والعياذ بالله وكذلك النصارى اتّبعوهم في أغلب تلك الأمور.
هنالك العشرات من الآيات في القرآن الكريم وكذلك العشرات من الأحاديث النبوية باستقرائها فإنّنا سوف نطلّع على العديد من الأفعال والكثير من السلوكيّات المشينة ، والتي قام بها اليهود والنصارى ، نذكر بعضاً من تلك الآيات على سبيل المثال لا الحصر ، وإلاّ فالبحث يحتاج إلى مجلّد خاصّ به ، وإنْ شاء الله يعيننا على القيام به ; لأنّه يستحقّ التدقيق فيه.
عندما طلبوا من سيّدنا موسى عليهالسلام أنْ يريهم الله جهرة فعاقبهم الله على ذلك السلوك المشين بالصاعقة ، قال تعالى في سورة البقرة : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) (٢).
__________________
(١) سنن أبي داود ٢ : ٣٢٥ ، الجامع الصغير ١ : ١١٨.
(٢) البقرة : ٥٥.