والله! لا أغيّر شيئاً من صدقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ولأعملنّ فيها ، بما عمل به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى الله عليه وسلّم. فأبى أبو بكر أنْ يدفع إلى فاطمة شيئاً. فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك. قال : فهجرته ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ستّة أشهر. فلمّا توفيت ، دفنها زوجها عليّ بن أبى طالب ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلّى عليها عليّ ، وكان لعليّ من الناس وجهة حياة فاطمة. فلمّا توفّيت استنكر على وجوه الناس. فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته. ولم يكن بايع تلك الأشهر (١). ومعنى وجدت في الحديث : أي غضبت.
وروى أحمد في مسنده ، حدّثنا عبد الله ، قال حدّثني أبي قال : حدّثنا يعقوب قال : حدّثنا أبي ، عن صالح ، قال ابن شهاب : أخبرني عروة بن الزبير ، أنّ عائشة رضياللهعنها زوج الرسول صلّى الله عليه وسلّم أخبرته أنّ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، سألت أبا بكر رضياللهعنه بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، أنْ يقسم لها ميراثها ممّا ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ممّا أفاء الله عليه ، فقال لها أبو بكر رضياللهعنه : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : لا نورث ما تركنّا صدقة ، فغضبت فاطمة عليهاالسلام ، فهجرت أبا بكر رضياللهعنه ، فلم تزل مهاجرته ، حتّى توفيت ، قال : وعاشت بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ستّة أشهر ، قال : وكانت فاطمة رضياللهعنها ، تسأل أبا بكر نصيبها ممّا ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من خيبر وفدك ، وصدقته بالمدينة ، فأبى أبا بكر رضياللهعنه عليها (١).
ثُمّ رواه أحمد ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : أنّ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
__________________
(١) صحيح مسلم ٥ : ١٥٣ ـ ١٥٤.
(٢) مسند أحمد ١ : ٦.