عدل ولا صرف ، وذمّة المسلمين واحدة ، يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة أجمعين ، لا يقبل منه عدل ولا صرف » (١).
وروى النسائي في سننه ، عن الشعبي قال : سمعت أبا جحيفة يقول : سألنا عليّاً فقلنا : هل عندكم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيء سوى القرآن؟ فقال : « لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إلا أنْ يعطي الله عزّ وجلّ عبداً فهماً في كتابه ، أو ما في هذه الصحيفة ». قلت : وما في الصحيفة؟ قال : « فيه ، العقل ، وفكاك الأسير وأنّ لا يقتل مسلم بكافر » (٢).
ولقد روى الأحاديث التي تعترف بوجود تلك الصحيفة كلّ كتب أهل السنّة وصحاحهم ، وأكتفي بما ذكرت لك. وحتّى أنّهم لو قلّلوا من شأنها ، فإنّهم اعترفوا بوجودها ، ولم يستطيعوا أنْ ينكروها ، ولا يمكن أنْ تكون تحتوي على ثلاثة أحكام شرعية فقط ; لأنّه لا داعي أنْ يكتب أمير المؤمنين ثلاثة أحكام ، ولا يستطيع أنْ يحفظها غيباً ، فوجود الصحيفة مكتوبة ، يعني أنّها تحتوي على كلّ الأحكام الشرعية.
بعد كلّ هذا البيان ، أكون قد أكدت لك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد استوفى شروط النقطة الأولى ، وهي المحافظة على أحكام الشرع ، مدوّنة عند أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وبتوجيه الدعوة بالتشيّع له واتّباعه. وأيضاً فقد أقام الله سبحانه الحجّة على أولئك الذين يشنّعون أو يطعنون في أمير المؤمنين وأتباعه وشيعته ، بأنْ أظهر لهم من كتبهم وجود الحقّ مع عليّ ، ووجود الصحيفة العلويّة عنده وعند الأئمّة الأطهار من ولده.
ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من أجل تطويق أولئك الذين يريدون اغتيال السنّة النبويّة
__________________
(١) سنن أبي داود ١ : ٤٥٢.
(٢) سنن النسائي ٤ : ٢٢٠.