روى ابن عساكر في تاريخ دمشق : « حدّثوا عنّي كما سمعتم ولا حرج ، إلا من افترى عليّ كذبا متعمداً ليضلّ به الناس بغير علم ، فليتبوّأ مقعده من النار » (١).
روى أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « حدّثوا عنّي ولا تكذّبوا عليّ ، ومن كذّب عليّ متعمداً فقد تبوّأ مقعده من النار » (٢).
ثمّ إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أمر بالكتابة صراحة ، فقد كان العديد من الصحابة يكتبون ، ولو كان هناك منع من الكتابة أو التدوين لحديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما قاموا بذلك ، وقد ذكرت لك في السابق كيف كان أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام يدوّن الصحيفة من إملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبخطّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولكن في هذه المجموعة من الأحاديث نبيّن أنّه كان هناك أمر من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالكتابة ، وأنّ صحابة آخرين غير أمير المؤمنين قد كتبوا ودوّنوا الحديث.
روى البخاري في صحيحه ، عن وهب بن منبّه ، عن أخيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : ما من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أحد أكثر حديثا عنه منّي ، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنّه كان يكتب ولا أكتب. تابعه معمّر ، عن همام ، عن أبي هريرة (٣).
روى الطبراني ، في معجمه الكبير ، عن رافع بن خديج قال : خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : « تحدّثوا ، وليتبوأ من كذّب عليّ مقعده من جهنّم » قلت : يا رسول الله ، إنّا نسمع منك أشياء فنكتبها. فقال : « اكتبوا ولا حرج » (٤).
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٢ : ٣٠٤.
(٢) مسند أحمد ٣ : ٤٦.
(٣) صحيح البخاري ١ : ٣٦.
(٤) المعجم الكبير ٤ : ٢٧٦.