اليهود يوم دراستهم ، فقالوا : ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك ; لأنّك تأتينا (١).
وإنّني أستغرب من هذا الأمر كثيراً ، عمر لا يريد كتابة السنّة النبويّة ، بل قام بحرقها ، ومنع من الحديث بها ، ومنع من تدوينها ، وعاقب على ذلك وخالف أمر الله وأمر رسوله ، بينما كان حريصاً على فائدة المسلمين عن طريق تدوين ما عند اليهود من حكم وتعاليم وأشعار!!
وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ، عن عبد الله بن العلاء قال : سألت القاسم يملي عليّ أحاديث ، فقال : إنّ الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطّاب ، فأنشد الناس أنْ يأتوه بها ، فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها (٢).
وروى ذلك الخطيب البغدادي أيضاً (٣).
وروى في كنز العمّال ، عن ابن شهاب ، أنّ عمر بن الخطّاب كتب إلى أبي موسى الأشعري ، أنْ مر من قبلك يتعلّم العربية ، فإنّها تدلّ على صواب الكلام ، ومرهم برواية الشعر ، فإنّه يدلّ على معالي الأخلاق (٤).
روى الحاكم في مستدركه ، عن أبيه : أنّ عمر بن الخطّاب قال لابن مسعود ، ولأبي الدرداء ، ولأبي ذرّ : ما هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأحسبه حبسهم بالمدينة حتّى أصيب (٥).
وفي كنز العمّال عن محمّد بن إسحاق قال : أخبرني صالح بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه قال : والله ما مات عمر بن الخطّاب حتّى بعث إلى
__________________
(١) الدرّ المنثور ١ : ٩٠.
(٢) الطبقات الكبرى ٥ : ١٨٨.
(٣) اُنظر تقييد العلم للخطيب البغدادي : ٥٢.
(٤) كنز العمّال ١٠ : ٣٠٠.
(٥) المستدرك على الصحيحين ١ : ١١٠.