الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) (١).
قال تعالى في سورة الفتح : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيمًا ) (٢).
عزيزي القارئ ، عند مراجعة الأحداث التاريخيّة والسير للعصور الأولى من الإسلام ، نجد أنّ العديد من الصحابة خصوصاً من استلم زمام الأمور قد غيّروا وبدّلوا في الكثير من الأحكام الشرعيّة والسنن النبويّة ، وحتّى يكون هذا البحث استدلالياً أكثر منه إنشائياً فإنّني سوف أدخل معك بالأدلّة من كتب أهل السنّة مباشرة ، ولكن أشير في البداية إلى أنّ آية الانقلاب تؤكّد الآية الثانية بأنّه بعد رحيل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سوف يكون هناك من ينقلب على عقبيه من الصحابة ، وتؤكّد الآية الثانية أنّ من ينكث بيعته فإنّه ينكث على نفسه ، أي أنّه هناك إمكانيّة لنقض البيعة والانقلاب بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بين الصحابة.
وللتأكيد على هذا المعنى فقد حذّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الصحابة من التغيير والانقلاب من بعده ، حيث روي في العشرات من الروايات الصحيحة عند أهل السنّة ما يؤكّد ذلك.
روى البخاري في صحيحه ، عن ابن المسيّب : أنّه كان يحدّث ، عن أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : « يرد عليّ الحوض رجال من أصحابي ، فيحلؤون عنه ، فأقول : يا ربّ ، أصحابي؟ فيقول : إنّك لا علم
__________________
(١) آل عمران : ١٤٤.
(٢) الفتح : ١٠.