روى البخاري في صحيحه ، عن عائشة رضياللهعنها قالت : من حدّثك أنّ محمّداً صلّى الله عليه وسلّم رأى ربّه فقد كذّب ثمّ قرأت : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ... ) (١) (٢).
ولكن مقابل هذه الرواية تجد أنّ كتب أهل السنّة وصحاحهم تخالف ذلك مخالفة تامّة ، وسوف أتعرّض لجملة من هذه الأحاديث التي تتناول بعض المعتقدات في الله عند السنّة ، وممّا يجدر ذكره أيضاً أنّ علماءهم اختلفوا في أبحاثهم الفقهية فقالوا : هل تجوز رؤية الله في الآخرة أو لا تجوز؟ فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منع ، واختلفوا أيضاً : هل تجوز رؤيته في الدنيا أو لا تجوز؟ فمنهم من أجاز ذلك في المنام مثلاً ، ومنهم من لم يجوّز ذلك ، ولا زال الخلاف قائماً حتّى اليوم ، والأسباب في ذلك كثيرة ، منها ترك اتّباع الآية الشريفة التي أكد فيها ربّ العزّة سبحانه وتعالى أنّه لا تدركه الأبصار ، ومنها عشرات الأحاديث الموضوعة ، والتي نسبوها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والموجودة في أصحّ الكتب بعد كتاب الله عندهم ، وهناك أسباب أخرى تجعلهم لا يردّون مثل تلك الأحاديث ، بل يعتقدون بها ويأخذونها أخذ المسلّمات ، وهي عدم البحث في الصحابة وأنواعهم ويعتبرونهم كلّهم عدول ، يأخذون منهم كلّ شيء وقد أثبتّ لك في بحث حقيقة الصحابة كلّ ما يتعلّق بهذا الموضوع فراجعه.
وإليك عزيزي القارئ جملة مّما يعتقد به أهل السنّة في الذات الإلهيّة حسب ما أوردته صحاحهم.
رووا بأنّ صورة الله الجسميّة على صورة آدم :
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلّى
__________________
(١) الأنعام ١٠٣.
(٢) صحيح البخاري ٦ : ٥٠.