الكتاب خرّ ساجداً، ثم رفع رأسه فقال : « السلام علىٰ همدان، السلام علىٰ همدان » (١).
خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من المدينة متوجِّها إلىٰ الحجِّ في السنة العاشرة من الهجرة، لخمس بقين من ذي القعدة، وهي حجَّة الإسلام، وكان ابن عبَّاس يكره أن يقال : حجَّة الوداع، ويقول « حجَّة الإسلام » (٣).
وأذَّن صلىاللهعليهوآلهوسلم في الناس بالحجِّ، فتجهَّز الناس للخروج مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم، وحضر المدينة ـ من ضواحيها ومن جوانبها ـ خلق كثير.
وحجَّ عليٌّ عليهالسلام من اليمن، حيث قد بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ثلاثمائة فارس، فأسلم القوم علىٰ يديه.. ولمَّا قارب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكَّة من طريق المدينة، قاربها أمير المؤمنين عليهالسلام من طريق اليمن، فتقدَّم الجيش إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم، فسرَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك، وقال له : « بم أهللت يا عليُّ »؟ فقال : « يا رسول الله، إنَّك لم تكتب إليَّ بإهلالك، فعقدت نيتي بنيِّتك، وقلت : اللَّهمَّ اهلالاً كإهلال نبيِّك ». فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فأنت شريكي في حجِّي ومناسكي وهديي، فأقم علىٰ إحرامك، وعد علىٰ جيشك وعجِّل بهم إليَّ حتَّىٰ نجتمع بمكَّة » (٤).
_______________________
١) ابن كثير / البداية والنهاية، البيهقي / دلائل النبوة ٥ : ٣٩٤، وقال : أخرجه البخاري مختصراً من وجه آخر، صحيح البخاري ٥ : ٢٠٦.
٢) انظر : الطبقات الكبرىٰ ٢ : ١٣٠، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٠٩، إعلام الورىٰ ١ : ٢٥٩، ارشاد المفيد ١ : ١٧٠.
٣) الطبقات الكبرىٰ ٢ : ١٣١.
٤) صحيح مسلم ٢ : ٨٨٨، ارشاد المفيد١ : ١٧١، إعلام الورىٰ ١ : ٢٥٩، وانظر : الكامل في التاريخ ٢ : ١٧٠.