بعده بقوله : « إلَّا أنَّه لا نبيَّ بعدي » فدلَّ هذا الاستثناء علىٰ أنَّ ما لم يستثنه حاصل لأمير المؤمنين عليهالسلام بعده، وإذا كان من جملة المنازل الخلافة في الحياة، وثبتت بعده، فقد تبيَّن صحَّة النصِّ عليه بالإمامة (١).
وذلك من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأُمَّته : « من أحبَّ أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنَّة عدنٍ غرسها ربِّي، فليتولَّ عليَّ بن أبي طالب، فإنَّه لن يُخرجكم من هدىٰ، ولن يُدخلكم في ضلالة » (٢).
وفي هذا دلالة واضحة علىٰ فرض ولاية الإمام عليٍّ عليهالسلام، كما يصرِّح مرَّة أُخرىٰ عليه أفضل السلام بقوله : « يا عليُّ، أنت تبيِّن لأُمَّتي ما اختلفوا فيه من بعدي » (٣).
عليٌّ عليهالسلام هو الذي قال عنه رسول الله : « إنَّ منكم من يقاتل علىٰ تأويل القرآن كما قاتلت علىٰ تنزيله » فتطاولت لذلك الأعناق كلٌّ يقول : أنا هو! وفيهم أبو بكر وعمر، فيقول عليه الصلاة والسلام : « لا، لا، لكنَّه عليٌّ » (٤).
_______________________
١) إعلام الورىٰ ١ : ٣٣١ ـ ٣٣٢ بتصرُّف.
٢) المستدرك : ٢ : ١٢٨، لسان الميزان ٢ : ٣٤، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٨ كنز العمَّال. ١١ : ٦١١ / ٣٢٩٦٠.
٣) المستدرك ٣ : ١٢٢، وقال : صحيح علىٰ شرط الشيخين ولم يخرجاه، حلية الأولياء ١ : ٦٤، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام علي ٢ : ٤٨٦ / ١٠١٤ ـ ١٠١٨، مناقب الخوارزمي : ٢٣٦، كنز العمَّال ١١ / ٣٢٩٨٣.
٤) أنظر : مسند أحمد ٣ : ٨٢، البداية والنهاية ٧ : ٣٩٨.