ذات ليلة أُهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طير مشوي، فلم تطب نفسه أن يأكله لوحده، فدعا ربَّه قائلاً : « اللَّهمّ.. ائتني بأحبِّ الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير » كان يتمنَّىٰ أن يأكل معه أحبُّ الخلق إلىٰ الله عزَّ وجلَّ لتتمَّ البركة ويعمَّ الفضل، وإذا طارق يحوم حول الباب، وكان هناك من يمنعه، يرجع ويعود يطرق الباب، حتىٰ أذن له في الثالثة أو الرابعة، وإذا به عليُّ بن أبي طالب، ولمَّا رآه رسول الله قال : « ما حبسك عنِّي »؟! قال عليهالسلام : « والذي بعثك بالحقِّ نبيَّاً إنِّي لأضربُ الباب ثلاث مرَّات ويردَّني أنس » (١).
هكذا التقىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع أحبِّ الخلق إليه والىٰ الله علىٰ مائدة النور.
لمّا كان لنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبواب شارعة في المسجد النبوي الشريف، أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسدِّ الأبواب إلَّا باب عليٍّ عليهالسلام فتكلَّم الناس في ذلك، فلمَّا بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قولهم، قام وخطب فيهم فقال : « أمَّا بعد.. فإنِّي أُمرتُ بسدِّ هذه الأبواب إلَّا باب عليٍّ، وقال فيه
_______________________
١) أنظر قصَّة الطائر المشوي بالمصادر التالية : سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧٢١، الخصائص للنسائي : ٥، فضائل الصحابة / أحمد بن حنبل ٢ : ٥٦٠ / ٩٤٥، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ : ١٣٠ ـ ١٣٢، مصابيح السُنَّة ٤ : ١٧٣ / ٤٧٧٠، أُسد الغابة ٤ : ٣٠، البداية والنهاية ٧ : ٣٦٣، جامع الأصول ٩ : ٤٧١، الرياض النضرة ٣ : ١١٤ ـ ١١٥، وقال الخوارزمي في مقتل الإمام الحسين : ٤٦ : أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسناداً، تذكرة الحفَّاظ : ١٠٤٣.