وعن أمُّ سلمة قالت : كان نبيُّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلاً في بيتي ؛ إذ انتبه فزعاً من منامه ، فقلت : الله جارك ، قال : « صدقت ، الله جاري ، ولكن هذا جبرئيل يخبرني أنَّ عليَّاً قادم » . ثمَّ خرج إلىٰ الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليَّاً ، وقام المسلمون صفَّين مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمَّا بصر به عليٌّ عليهالسلام ترجَّل عن فرسه ، وأقبل عليه يقبِّله . فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إركب ، فإنَّ الله ورسوله عنك راضيان » فبكىٰ عليٌّ عليهالسلام فرحاً وانصرف إلىٰ منزله .
ونزلت علىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سورة العاديات لهذه المناسبة (١) .
كان الفتح في شهر رمضان ، سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) . وكان سبب هذه الوقعة : أنَّ قريشاً نقضت الوثيقة التي وقعتها مع النبي في الحديبية ، وتمادت في ذلك ، حتى ذهبت إلى تحريض حلفائها بني الدؤل من بني بكر علىٰ خزاعة حلفاء النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واستطاع هؤلاء أن يتغلَّبوا علىٰ خزاعة بمساعدة قريش ، فلمَّا وصل الخبر إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عزم علىٰ أن ينصر خزاعة . .
فجهّز جيشه وأكد رغبته في التكتيم علىٰ هذا الأمر ، لمداهمة قريش في مكة قبل أن تتجهز لحرب ، وكان يقول : « اللَّهمَّ خُذ علىٰ أبصارهم فلا يروني إلَّا بغتةً » ! (٣) ، لكن الأمر تسرّب إلىٰ حاطب بن أبي بلتعة ، فكتب كتاباً إلىٰ أهل مكَّة يطلعهم فيه علىٰ سرِّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المسير إليهم ،
_______________________
١) انظر : إعلام الورىٰ ١ : ٣٨٣ ، إرشاد المفيد ١ : ١١٦ ـ ١١٧ .
٢) الطبقات الكبرىٰ ٢ : ١٠٢ .
٣) الطبقات الكبرىٰ ٢ : ١٠٢ .