سميع الدعاء.
٣ ـ قل : فيما نذكره من زيادات ودعوات في الليلة التاسعة عشر منه و يومها ، وفيه عدة زيادات منها الغسل المشار إليه مؤكدا فيها ، ومنها الصلوات الزائدة وأدعيتها ، ومنها استغفار مائة مرة ، ومنها الرواية بنشر المصحف ودعائه ، ومنها ما نختاره من عدة روايات بالدعوات ، ومنها الدعاء المختص بيومها ، ومنها الرواية بأن فضل يوم ليلة القدر مثله ليلته.
أقول : واعلم أن ليلة تسع عشرة اولى الثلاث الليالي الافراد ، وهذه الليالي محل الزيادة في الاجتهاد ، ولعمري أن الاخبار واردة وآكدة في ليلة إحدى و عشرين منه أكثر من ليلة تسع عشرة ، وفي ليلة ثلاث وعشرين منه أكثر من ليلة تسع عشرة ومن ليلة إحدى وعشرين ، وقد قدمنا ما ذكره أبوجعفر الطوسي في التبيان عند تفسير إنا أنزلناه في ليلة القدر ، أنها في مفردات العشر الاواخر بلا خلاف وقال رحمه الله : قال أصحابنا : هى إحدى الليلتين إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين وهو منقول عن الائمة الطاهرين العارفين ، بأسرار رب العالمين ، وأسرار سيد المرسلين ، صلوات الله ـ جل جلاله ـ عليهم أجمعين ، وقد قدمنا دعاء العشرين ركعة في أول ليلة منه.
أقول : ونحن ذاكرون في هذه الليلة تسع عشرة دعاء الثمانين ركعة تمام المائة ركعة أنقله من خط أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه ، لتعمل عليه ، وما كان لي إلى تقديم دعاء المائة ركعة قبل هذه الليلة سبب يحوج إليه فلذلك جعلناه في هذه الليلة ، وقد روي أن هذه المائة ركعة تصلي في كل ليلة من المفردات كل ركعة بالحمد مرة ، وقل هو الله أحد عشر مرات. وإن قويت على ذلك فاعمل عليه ، واغتنم أيها العبد الميت الفانى ما يبلغ اجتهادك عليه ، فان سم الفناء يسري إلى الاعضاء مذخرجت إلى دار الفناء ، وآخره هجوم الممات ، وانقطاع الاعمال الصالحات ، وأن تصير من جملة القبور الدارسات المهجورات ، فبادر إلى السعادات الدائمات.