|
اللّهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ) خير جزائك ، الذين قصدوا سمتهم ... إلى آخر الدعاء. (١) |
كان هذا هو منهج أهل البيت في التعامل مع الصحابة ، وهو منهج صحيح يزن الأمور بميزانها ، لكنا نرى المنهج الآخر يخلط الأوراق ، فيجعل الطليق كالمهاجر والُمحَاصِر كالُمحَاصَر والمحقّ كالمبطل (٢) فيقول وبكل جرأة : سيدنا معاوية حارب سيدنا علياً ، أو أن سيدتنا عائشة خرجت على سيدنا علي ، أو أن سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين ، إلى ما شابه ذلك من المفردات المتناقضة.
ومن تلك المفارقات التي يجب علينا الوقوف عندها ما يلهج به المنهج الآخر دوماً في النزاع بين أبي بكر وفاطمة الزهراء : إن سيدنا الصدّيق اختلف مع الصدّيقة في فدك وميراثها من رسول الله ؟
بهذه التعابير والمفردات لبّسوا الأمر على بعض المسلمين ، فلا يُدرَى من هو الصادق في هذه الدعوى ومن هو الكاذب ، وذلك بتشويه معنى الصدّيق والصدّيقة منهما.
وعلى أي حال ، فلو كان أحدهما صادقاً فالآخر كاذب بلا كلام ، وكذا الحال بالنسبة إلى الصدّيقية ، ـ والتي تعني كمال الصدق في الحديث والتصديق لرب العالمين ولرسوله الكريم ـ فلا يمكن تصورها في الاثنين معاً ، لأنّا نرى كل طرف يكذّب الآخر إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً ؛ فالسيدة فاطمة الزهراء قد كذّبت أبا بكر
_______________________________________
١. الصحيفة السجادية : ٤٣ ـ ٤٢.
٢. انظر ما قاله الإمام علي في رسالته إلى معاوية ( ... ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ، ولا المحق كالمبطل ، ولا المؤمن كالمدغل ... ) نهج البلاغة ٣ : ١٨ / ١٧.