فرجوعها لم يكن كرجوع أي إنسان إلى الله ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ، بل إن رجوعها كان رجوعاً نورانياً إلى النور الأكمل وهو نور رب العالمين.
عن جابر بن يزيد الجعفي أنه سأل الإمام الصادق عليهالسلام : لم سُمِّيت فاطمةُ الزهراء ؟ فقال : لأن الله عزّ وجلّ خلقها من نور عظمته ، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ، وخرّت الملائكة لله ساجدين ، وقالوا : إلهنا وسيدنا ما هذا النور ؟ فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري ، أسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي ، أخرجه من صلب نبي من أنبيائي ، أُفضِله على جميع الأنبياء ، وأُخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقّي ، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي. (١)
وروى الشيخ الكليني بإسناده عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله ، قال : سمعته يقول : إن الله خلقنا من نور عظمته ، ثمّ صوّر خلقنا من طينةٍ مخزونةٍ مكنونة من تحت العرش ، فأسكن ذلك النور فيه ، فكنّا نحن خلقاً وبشراً نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خُلقنا منه نصيباً. (٢)
وفي معاني الأخبار : قال رسول الله : خُلق نور فاطمة قبل أن تُخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية ؟
فقال صلىاللهعليهوآله : فاطمة حوراء إنسية.
قال : يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية ؟
فقال صلىاللهعليهوآله : خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق آدم ، إذ كانت الأرواح ، فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم !
_______________________________________
١. الإمامة والتبصرة ١٣٣ ، علل الشرايع ١ : ١٨٠.
٢. الكافي ١ : ٣٨٩ / ٢.