وهل هناك فرق بين ما يمنحه رسول الله وما يمنحه الآخرون ، بل هل يعقل أن تكون الألقاب المعطاة من قبل الله ورسوله قد أعطيت جزافاً وبمجرد واقعة ، أم أن وسم النبيّ لشخص بسمة ما يدلّ على امتلاكه لها واقعاً ؟
وهل إن الألقاب تعطى طبقاً للمؤهلات والماهيات ، أم تشجيعاً وترغيباً للأشخاص ؟
ولِمَ لم يُمنح أبا ذر لقب الصدّيق مع كونه أصدق ذي لهجة حسب تعبير الرسول الأمين ؟
بل ماذا تعني الصدّيقية وهل إنّ للصدّيق مراتب وأقسام :
قال ابن البطريق ( ت ٦٠٠ هـ. ) في العمدة :
|
الصدّيق ينقسم إلى ثلاثة أقسام .. ١ ـ صدّيق يكون نبياً. ٢ ـ صدّيق يكون إماماً. ٣ ـ صدّيق يكون عبداً صالحاً ، لا نبي ولا إمام. فاما ما يدل على أول الأقسام فقوله سبحانه وتعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) وكل نبي صديق ، وليس كل صديق نبياً ، وقوله تعالى : ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ). وأما ما يدل على كون الصدّيق إماماً ، فقوله تعالى : ( فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ). فذكر النبيين ثم ثنى بذكر الصدّيقين ، لأنه ليس بعد النبيين في الذكر أخص من الأئمة. ويدل عليه أيضاً الأخبار الواردة بأنّ
الصدّيقين ثلاثة : حبيب وحزقيل وعلي وهو أفضلهم ، فلما ذكر عليّاً عليهالسلام مع هذين المذكورين دخل معهما |