|
في لفظة الصدّيقين وهما ليسا بنبيين ولا إمامين ، فأراد إفراده عليهالسلام عنهما بما لا يكون لهما وهي الإمامة ، فقال صلىاللهعليهوآله : وهو أفضلهم. فليس في لفظة الصدّيق بينهم تفاضل ، لأنه صلىاللهعليهوآله قال : الصدّيقون ثلاثة ، فقد استووا في اللفظ ، فأراد الإخبار عن اختلافهم في المعنى وهو استحقاق الإمامة فقال : وهو أفضلهم ، تنبيها على كونه عليهالسلام صديقاً إماماً. (١) |
وبما أن البحث في أطراف هذه المسألة يستوجب بيان عدة مسائل ويستدعي التّدرج في طرحها ، كان لا بدّ من الوقوف على الصادق والكاذب ، ثمّ الوقوف على الصدّيقيّة وأنّها في أيّ الطرفين تكون.
وقبل كل شيء يجب أن نذكّر بأن النبي محمد بن عبدالله صلىاللهعليهوآله كان يُلّقب في الجاهلية بالصادق الأمين ، وأنّ السيدة خديجة الكبرى وابنتها فاطمة الزهراء لقبت كل واحدة منهما من قبل رسول الله بالصدّيقة ، وقد أنجب الصدّيق علي بن أبي طالب من الصدّيقة فاطمة الزهراء أولاداً مطهرين صادقين هم أئمة المسلمين الذين طهّرهم رب العالمين في آية التطهير ، وأمر باتباعهم في قوله : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ، وقد حدثت وما زالت تحدث محاولات فاشلة لتحريف هذا
_______________________________________
١. العمدة : ٢٢٣.
٢. انظر تفسير القمي ١ : ٣٠٧ ، تفسير فرات ١٣٧. أي كونوا مع علي وأولاد علي ، وقد روى هذا المعنى كل من :
الإمام الباقر ، كما في الدر المنثور ٣ : ٢٩٠ ، وفتح القدير ٢ : ٣٩٥ ، وشواهد التنزيل ١ : ٢٦٠ آية ٥٥ ح ٣٥٣ وكفاية الطالب : ٢٣٥ ـ ٢٣٦.
والإمام الصادق كما في شواهد التنزيل ١ : ٢٥٩ آية ٥٥ ح ٣٥٠ وغاية المرام : ٢٤٨ عن أبي نعيم الاصفهانى.
وعبدالله بن عباس كما في مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي : ١٩٨ وشواهد التنزيل ١ : ٢٦٢ آية ٥٥ ح ٣٥٦ ، والدر المنثور ٣ : ٢٩٠ ، وفتح القدير ٢ : ٣٩٥.
وعبدالله بن عمر كما في شواهد التنزيل ١ : ٢٦٢ آية ٥٥ ح ٣٥٧.