فيتخذه من دونهم أخاً ، ويقول لعلي : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، (١) هذا ناهيك عن أنّ عليّاً هو نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله بنص آية المباهلة ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ).
وقال صلىاللهعليهوآله لعلي في تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي. (٢)
كان صلىاللهعليهوآله قد جعله أخاً ووصياً وخليفة من بعده في نأنأة الإسلام حين نزل قوله تعالى : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) حيث دعاهم إلى دار عمه ـ أبي طالب ـ وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، وقام خطيبا فيهم ، وقال :
يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ! إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤازرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟ فنكل القوم عنها غير علي ـ وكان أصغرهم ـ فأخذ رسول الله برقبته وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاستمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تَسمع لابنك وتطيع. (٣)
ولما زفّتْ سيدة النساء لعلي عليهالسلام قال النبي : يا أم أيمن ادعي لي أخي ، فقالت : هو أخوك وتنكحه ؟ قال : نعم يا أم أيمن ، فدعت عليا فجاء ... الخبر. (٤)
_______________________________________
١. سنن الترمذي ٥ : ٣٠٠ ح ٣٨٠٤ ، حديث حسن غريب ، مستدرك الحاكم ١٤٣.
٢. صحيح مسلم ٧ : ١٢٠ كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي ، مسند أبي يعلى ١ : ٢٨٦ ح ٣٤٤ ، صحيح ابن حبان ١٥ : ٢٧٠ ـ ٢٧١ ، مناقب علي بن أبي طالب (عليهالسلام) ، الآحاد والمثاني ٥ : ١٧٠ / ٢٧٠٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٢١ : ٤١٥ ، ٤٢ : ٥٣.
٣. تاريخ الطبري ٢ : ٦٣ ، سيرة ابن كثير ١ : ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ، كنز العمال ١٣ : ١٣٣ / ٣٦٤١٩ ، عن ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم.
٤. مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٢ ح ٨٥٠٩.