إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ). (١)
فتأكد لك قول الإمام علي في قوله تعالى : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ) (٢) حيث قال : الصدق ولايتنا أهل البيت. (٣)
كما مرّ عليك أنّ الزهراء عليهاالسلام بخطبتها المشهورة شككت في كل مدعيات أبي بكر ، وكان مما قالته له :
... أم أنتم أعلم بخصوص القرآن من أبي وابن عمي ؟ فدونكها مخظومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب عظيم ، ثم أشارت إلى قوله تعالى ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ).
فأجابها أبو بكر بأنه سمع رسول الله يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً وإنّما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة ...
فقالت عليهاالسلام : سبحان الله ما كان رسول الله عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفاً ، بل كان يتبع أثره ويقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور ؟ وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته ، هذا كتاب الله حكماً عدلاً وناطقاً فصلاً يقول : ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) و ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) فبين عزوجل فيما وزّع من الأقساط وشرع من الفرائض والميراث ، وأباح من حظ
_______________________________________
١. يوسف : ٢٦.
٢. الزمر : ٣٢.
٣. مناقب آل أبي طالب ٣ : ٩٢ ، الأمالي للطوسي : ٣٦٤ المجلس ١٣ ح ١٧.