الذكران والإناث ما أزاح به علة المبطلين ، وأزال التظني والشبهات في الغابرين ، كلا بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل واللّه المستعان على ما تصفون.
فقال أبو بكر : صدق الله وصدق رسوله ، وصدقت ابنته ، أنت معدن الحكمة ، وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدين ، وعين الحجة ، لا أبعد صوابك ، ولا أنكر خطابك ... . إلى آخر. (١)
وبهذا فقد رأيت أن الزهراء كذّبت أبا بكر لكنه لم يجرؤ على تكذيبها. بل أقر بصحة كلامها ، وقد وقفت سابقاً على كلام عمر بن الخطاب للإمام علي ( إنا لا نقوى على حجتك ).
ووفي الوقت الذي رأينا فيه أبا بكر يقول للأنصار في السقيفة : نحن الأُمراء وأنتم الوزراء ، ثمّ لم يصدّق فعلهُ قوله ، حيث أبعد الأنصار عن جميع المسؤوليات فضلاً عن الوزراء ، في نفس هذا الوقت نرى تصريحات الكتاب والسنّة بأنّ عليّاً هو المعنيّ بـ « الصادقين » ، بل سيرة عليّ كلّها تدل على أنّه الصدّيق الأكبر وأنّه إمام الصادقين.
قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ).
القراءة : في مصحف عبدالله ، وقراءة ابن عباس : « من الصادقين » وروى ذلك عن أبي عبدالله عليهالسلام.
اللغة : الصادق : هو القائل بالحق العامل به ؛ لأنّه صفة مدح ، ولا يطلق إلّا على من يستحق المدح على صدقه.
المعنى : ثمّ خاطب الله سبحانه المؤمنين المصدقين بالله المقرين بنبوة نبيه صلىاللهعليهوآله ،
_______________________________________
١. الاحتجاج ١ : ١٤٤.