بعل كعلي ولولاه لما كان لها كُفْءٌ.
وكلاهما كفلا من قبل نبي فمريم ( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ) وفاطمة قد كفلها سيد الانبياء محمّد المصطفى ، وجاء عن الإمام الرضا انه قال في جواب ابن ابي سعيد المكاري : انّ الله تبارك وتعالى أوحىٰ الى عمران : أني واهب لك ذكراً ، فوهب له مريم ، ووهب لمريم عيسىٰ ، فعيسىٰ من مريم ، ومريم من عيسىٰ ، ومريم وعيسىٰ شيء واحد ، وأنا من أبي ، وأبي مني ، وانا شيء واحد. (١)
وقد روت الخاصة والعامة أن علياً أصبح ساغباً (٢) فسأل فاطمة طعاماً ، فقالت : والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح عندي شيء يطعمه بشر ، وما كان من شيء أطعمك منه يومين إلّا شيء كنت أوثرك به على نفسي وعلى الحسن والحسين.
قال عليهالسلام : أعلى الصبيين ؟ إلّا أعلمتِني فآتيكم بشيء.
قالت : يا أبا الحسن إنّي لاستحيي من إلهي أن أكلّفك ما لا تقدر عليه.
فخرج واثقا بالله حسن الظن به ، فاستقرض من النبي ديناراً فخرج يشتري به شيئاً ، إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوّحته الشمس من فوقه وتحته ، فأنكر عليهالسلام شأنه فقال : يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة ؟
قال : خل سبيلي يا أبا الحسن ولا تكشفني عما ورائي.
قال عليهالسلام : إنّه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك.
قال : يا أبا الحسن إلى الله ثمّ إليك أن تخلي سبيلي ولا تكشف عن حالي.
فقال علي : إنّه لا يسعك أن تكتمني حالك.
_______________________________________
١. بحارالأنوار ٢٥ : ١ عن معاني الاخبار : ٦٥.
٢. أي جائعاً.