قراءة ابن عبّاس ، والحسن ، ومجاهد ، والنخعيّ ، وقتادة (١) ، والأعمش ، ويحيى بن وثّاب (٢) ، وأبي ردين.
ومثله ما حكاه قطرب (٣) من قول بعض العرب : (ما فيها غيره وفرسه) ، بجرّ (فرسه).
قال بدر الدين بن مالك : (وممّا يجب أن يحمل على ذلك قوله تعالى (وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٤) ؛ لأن جر المسجد الحرام بالعطف على ال ـ سبيل (٥) ممتنع مثله باتفاق ؛ لاستلزام الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي ، فلم يبقَ سوى جرّه بالعطف على الضمير المجرور بالباء) ، انتهى (٦).
قال محمّد الفارضي : (ومن العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار قوله تعالى (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ) (٧) ، فـ ما معطوف على الضمير المجرور ، على أحد الأعاريب.
ومنه أيضا (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) فالمسجد معطوف على الضمير في به ، ولا يحسن عطفه على ال ـ السبيل الّذي هو معمول المصدر أعني : ال ـ الصدّ ؛ لأنه يلزم عليه الفصل بالأجنبي بين المصدر ومعموله ؛ فإن وكفر أجنبيّ عن المصدر الذي هو (الصدّ).
ويلزم عليه أيضاً العطف على المصدر قبل أن يستكمل معمولاته ؛ فإن وكفر معطوف على أصله) ، انتهى.
فإن قدرت له مصدراً محذوفاً لزمك إعمال المصدر محذوفاً ، وهو غير جائز على المشهور ، أو حرف جر لزم إعماله محذوفاً مع ضعفه حينئذٍ.
وعدم جواز إعمال حرف الجرّ مقدّراً في الاختيار إجماعاً إلّا في نحو : (اللهِ لأفعلنّ).
__________________
(١) عنهم في شرح ألفيّة ابن مالك (ابن الناظم) : ٥٤٤.
(٢) عنهما في هؤلاء الإنصاف في مسائل الخلاف : ٤٦٣.
(٣) عنه في شرح شذور الذهب : ٤٤٩.
(٤) البقرة : ٢١٧.
(٥) الوارد في الآية نفسها في قوله تعالى «قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ».
(٦) شرح ألفيّة ابن مالك : ٥٤٦ ، باختلاف.
(٧) النساء : ١٢٧.