ووجه قول الفاضل : (فاسد ، وأفسد منه ..) (١) ظاهر ممّا تقدّم من روايته.
وأيضا تتبّعت كثيراً من كتب الدعوات المأثورة عن الهداة ، فما مر بي لفظ صلىاللهعليهوآله أو (عليك وآلك) ، ولفظ آل ، مضبوطاً في الخطّ إلّا [وكان ضبطه] بالجرّ ، ومن البعيد جدّاً أن يكون كلّه غلطاً قد اتّفقت عليه النسخ المضبوطة وغيرها.
فإن قلت : إذا ثبتت الرواية عنه عليهالسلام بجرّة ، فما وجه تطبيقه على مذهب البصريّين لأنهم فضلاء ، بل أكثرهم قدوة في فنه ، فمراعاة مذهبهم مطلوبة البتة.
قلت : البصريون لا ينكرون ورود مثله في كلام العرب إلّا إنهم يقدّرون فيما ورد من ذلك حرف الجرّ ولا يقيسونه ، بل ما نقله الرضيّ فيما تقدّم أعمّ من ذلك فراجعه. فجر مثلِ مثالنا مجمع على صحّته ، وأمّا نصبه فكما ترى ، فلا أقلّ من أن تسلك طريق الاحتياط ، والله المرشد للصواب ، وإليه المرجع والمآب. فانظر بعين البصيرة والإنصاف ، وتأمّل بقلب راضٍ وفكر صافٍ ، واصفح صفحاً جميلاً.
__________________
(١) يلاحظ أنه لم ترد هذه العبارة في كلام الفاضل الداماد عن الكفعميّ في نسخة (شرح الصحيفة) الموجودة عندنا ، وما نقله الكفعميّ رحمهالله ليس منه بل هو عن الكراجكيّ. وبهذا لا تتمّ الإشارة إلى القائل ب (الفاضل).