وقال صاحب (العدد القويّة) : (كانت بعد خمس وخمسين يوماً من هلاك أصحاب الفيل .. لسبع بقين من ملك أنوشيروان ، ويقال في ملك هرمز بن أنوشيروان.
وذكر الطبريّ أن مولده لاثنتين وأربعين سنة من ملك أنوشيروان (١). وهو الصحيح ؛ لقوله صلىاللهعليهوآله ولدت في زمن الملك العادل أنوشيروان (٢)).
إلى أن قال (٣) : (واعلم أن الذي يدلّ على صحّة ما ذهب إليه الكلينيّ من تاريخ مولده ، هو أنه من أوّل ربيع الأوّل الّذي ولد فيه صلىاللهعليهوآله إلى أوّل ربيع الأوّل الذي هاجر فيه إلى المدينة ثلاث وخمسون سنة تامّة قمريّة ؛ لأنّ مدّة مكثه صلىاللهعليهوآله بها بعد الهجرة كانت عشر سنين كما عرفت ، ومدّة حياته ثلاث وستّون سنة أو أقلّ منها بعشرين يوماً ، على رواية أنه ولد في السابع عشر من ربيع الأوّل ، وقبض في آخر صفر. ولا اختلاف بين الشيعة في ولادته باعتبار الشهر ، فمن أوّل المحرّم المقدّم على ميلاده الشريف الّذي هو رأس سنة عام الفيل إلى أوّل المحرّم المقدّم على هجرته الذي هو مبدأ التاريخ الهجريّ أيضاً ثلاث وثلاثون سنة تامة قمريّة. فلمّا ضربنا عدد السنين التامّة القمريّة المذكورة في ثلاثمائة وأربعة وخمسين عدد أيام سنة تامّة قمرية ، وحصّلنا الكبائِس وزدناها عليها على القانون المقرّر عندهم حصل ثمانية عشر ألف وسبعمائة وأحد وثمانون ، وكان أوّل محرّم سنة هجرته صلىاللهعليهوآله يوم الخميس بالأمر الأوسط كما ذكروه في الزيجات ، وعليه مدار عملهم.
قال الرازيّ : وأوّلها وهو أوّل المحرم يوم الخميس بالأمر الأوسط. وقول أهل الحديث : يوم الجمعة بالرؤية وحساب الاجتماعات ، نعمل عليه ، وأُرّخ منها في مستأنف الزمان) (٤) ، انتهى.
فإذا طرحنا من المبلغ سبعة سبعة عدد أيّام الأُسبوع لم يبقَ شيء. فظهر أن أوّل
__________________
(١) تاريخ الطبريّ ١ : ٤٥٣.
(٢) العدد القويّة : ١١١ / ١٢.
(٣) أي العلّامة المجلسيّ رحمهالله.
(٤) مرآة العقول ٥ : ١٧٥.