وفي بالي أن بعض النصوص (١) تدلّ عليه ، ولا منافاة كما عرفت ، وقد صرّح به جلّ أكابر الفرقة أصحاب الأفئدة المؤيّدين ، فلا يعارض إجماعهم ما يدخله الاحتمال. فالإجماع قطعيّ الدلالة ولا يرفع اليقين بالشكّ بل بيقين مثله. بل عن المجلسيّ في (البحار) (٢) أنه إجماع وأن الروايات به كثيرة.
وأيضاً ما قاله هنا معارض بقاعدة حسابيّة ذكرها أهل التقاويم وبنوا عليها ضبط حسابهم ، وقد رواها ابن طاوس في (الإقبال) (٣) [عن (٤)] (الكافي) (٥) وغيره (٦) بعدة طرق عن أهل العصمة صلوات الله وسلامه عليهم هي أن الشهر العربيّ يدخل في السنة الثانية بخامس اليوم الذي دخل به في الاولى من الأُسبوع فإذا دخل شهر رمضان مثلاً بالخميس في عام دخل في الذي يليه بعده بالاثنين.
وقد صرّح جلّ الأكابر كالشيخين في جملة من كتبهما (٧) وغيرهما من المؤرّخين بل الظاهر أنه مشهور الفرقة أو هو مشهور المؤرّخين أن سنة هجرة الرسول صلىاللهعليهوآله دخل ربيع الأول بالخميس. فعلى القول بأنّ مولده الكريم كان سابع عشره ، وأنه الجمعة ، يكون دخول شهر المولد العظيم يوم الأربعاء.
وإذا اعتبرت هذا القانون كانت سنة هجرته صلىاللهعليهوآله يدخل ربيع الأول منها بالجمعة ؛ لأنّ بين مولده وهجرته صلىاللهعليهوآله ثلاثاً وخمسين سنة كما اشتهر بين الأُمّة ، وقد يتقدّم كما صرّح به المجلسيّ (٨) هنا بيوم أو بيومين ويتأخّر بمثلها عن الرؤية لبعض العلل. فصحّ المشهور بل المجمع عليه بلا تناقض ولا تهافت كما قال رحمهالله.
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٢ / ب ١ ، كشف الغمّة ١ : ١٤.
(٢) بحار الأنوار ١٥ : ٢٤٨ / ب ٣.
(٣) الإقبال بالأعمال الحسنة ١ : ٥٨.
(٤) في المخطوط : (من).
(٥) الكافي ٤ : ٨٠ ٨١ / ١ ، ٢ ، ٤.
(٦) تهذيب الأحكام ٤ : ١٧٩ / ٤٩٦ ، وانظر وسائل الشيعة ١٠ : ٢٨٣ ٢٨٤ ، أبواب أحكام شهر رمضان ، ب ١٠.
(٧) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٤٨ ، تهذيب الأحكام ٤ : ١٧٩ / ٤٩٦.
(٨) مرآة العقول ٥ : ١٧٦.