السؤال فلا يحتمل غيره ، مع أن ما بناه على إرادة إكمال المنكسرة بمثل تلك المدّة. وتسميتها سنة فيه ما عرفت.
ويمكن أن يقال : إن صورة ما في (التوراة) أن وصيّ محمَّد صلىاللهعليهوآله يعيش بعده ثلاثين سنة لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً ، فأخبره بطبق ما علم من حكم (التوراة) ؛ وبذلك صدّقه وآمن به. وكان ما في (التوراة) ممّا لله فيه البداء ثمّ بدا له عزّ اسمه في إنقاصها عقوبة لأهل زمانه أو غير ذلك من الحكم ، فلا منافاة بين إخباره بأنّ في (التوراة) كذا وبين ما وقع من النقص بسرّ البداء. ويمكن أن يريد بها : سنين غيبيّة عددها ثلاثون لا تزيد ولا تنقص ، ويمكن أنه أراد : أن وصيّه يعيش بعده ثلاثين سنة في أحد كرّاته ورجعاته من سنيّ ذلك المقام لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً من أيام ذلك المقام. والله العالم بمقاصد أوليائه.