بنت محمَّد صلىاللهعليهوآله سنة إحدى عشرة. وفي اليوم العشرين منه سنة اثنتين من المبعث كان مولد فاطمة عليهاالسلام في بعض الروايات ، وفيه رواية أُخرى سنة خمس من المبعث. والعامّة يروون أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين) (١) ، انتهى.
وقال الشيخ المفيد رحمهالله في (مسارّ الشيعة) : (في اليوم العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين من المبعث كان مولد السيّدة الزهراء فاطمة عليهاالسلام ، وفي اليوم الثالث منه سنة إحدى عشرة من الهجرة كانت وفاتها) (٢) ، انتهى.
وروى ابن جرير الطبريّ الإمامي في (تاريخه) بسنده عن محمّد بن همّام بن سهيل قال : روى أحمد بن محمّد البرقي عن أحمد بن محمّد الأشعري ، وساق السند إلى أبي بصير عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلّى الله عليهما وآلهما قال ولدت فاطمة في جمادى الآخرة يوم العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله. وأقامت بمكة ثماني سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة (٣).
إلى أن قال ابن همام : (روي أنّها قبضت لعشر بقين من جمادى الآخرة ، وقد كمل عمرها يوم قبضت ثماني عشرة سنة وخمسة وثمانين يوماً بعد وفاة أبيها ، وغسّلها أمير المؤمنين عليهالسلام) (٤) ، انتهى.
قلت : الحديث الأول يدلّ على ما قاله المفيد من يوم وفاتها ، والظاهر أن آخر الحديث قوله عليهالسلام سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأن قوله : (وأقامت بمكّة) إلى آخره من كلام ابن همّام ؛ إذ لا يعقل أنها ماتت بعد أبيها بخمسة وسبعين يوماً مع أن موتها يوم الثالث من جمادى الآخرة ، فكأن ابن همام بعد نقل الرواية أفتى بخلاف
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٧٣٣ (حجريّ).
(٢) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٥٤ ، (بتقديم الوفاة على الولادة).
(٣) دلائل الإمامة : ١٣٤.
(٤) دلائل الإمامة : ١٣٤ ، ١٣٦.