النوستجاني قال : قال الرضا عليهالسلام بخراسان إنّ بيننا وبينك نسباً. قلت : وما هو أيها الأمير؟ قال إنّ عبد الله بن عامر بن كريز لمّا افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما الى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن والأُخرى للحسين عليهماالسلام ، فماتتا عندهما نفساوين ، وكانت صاحبة الحسين عليهالسلام نفست بعليّ بن الحسين عليهماالسلام الحديث.
قال المجلسيّ : (هذا الخبر أقرب إلى الصواب ؛ إذ أسر أولاد يزدجرد الظاهر أنه كان بعد قتله واستئصاله ، وذلك كان في زمن عثمان وإن كان فتح أكثر بلاده في زمن عمر ، إلّا إنه هرب بعياله إلى خراسان وإن أمكن أن يكون بعد فتح القادسية أو نهاوند أخذ بعض أولاده هناك ، لكنه بعيد.
وأيضاً لا ريب أن تولّد عليّ بن الحسين عليهالسلام منها كان في أيّام خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام بسنتين قبل شهادته ، ولم يولد منها غيره كما نقل. وكون الزواج في زمن عمر وعدم تولّد ولد منها إلّا بعد أكثر من عشرين سنة بعيد. ولا يبعد أن يكون (عمر) تصحيف (عثمان) في رواية المتن. والله يعلم) (١) ، انتهى.
قلت : يريد برواية المتن ما رواه الكلينيّ بسنده عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال لمّا قدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى [المدينة (٢)] ، وأشرق المسجد بضوئها لمّا دخلت ، فلمّا نظر إليها عمر غطّت وجهها وقالت : [أُفّ بيروج بادا هرمز (٣)]. فقال عمر : أتشتمني هذه؟ وهمّ بها ، فقال أمير المؤمنين : ليس لك ذلك ، خيّرها رجلاً من المسلمين واحسبها بفيئة من الغنيمة ، فخيّرها ، فجاءت حتّى وضعت يدها على رأس الحسين عليهالسلام (٤) ، الحديث.
وهذا المضمون رواه (في البصائر) (٥) والراونديّ في (الخرائج) (٦) عن جابر عن
__________________
(١) مرآة العقول ٦ : ٦.
(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : «المسجد».
(٣) من المصدر ، وفي المخطوط : «إن بي روح يادا هرمز».
(٤) الكافي ١ : ٤٦٦ ٤٦٧ / ١.
(٥) بصائر الدرجات ٣٣٥ / ٨.
(٦) الخرائج والجرائح ٢ : ٧٥٠ / ٦٧.