بالمدينة ، فكنّا في ذلك المكان ، وكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدم أبي وحشمه ، إن قام أحمد قاموا معه ، وإن جلس جلسوا معه ، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره ، ما يغفل عنه ، فما انقلبنا حتى تشيّخ أحمد بن موسى بيننا (١).
وفي الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن سعد بن سعد الأشعري ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام عن الرجل يكون بعض ولده أحبّ إليه من بعض ، ويقدم بعض ولده على بعض؟ فقال : نعم ، قد فعل ذلك أبو عبد الله عليهالسلام نحل محمّداً ، وفعل ذلك أبو الحسن عليهالسلام نحل أحمد شيئاً ، فقمت أنا به حتى حزته له (٢).
ولعل هذه الضيعة هي اليسيرة في كلام المفيد رحمهالله وهذه الأوصاف والمناقب كيف تنفكّ عن الوثاقة فضلاً عن حسن الظاهر ، ولكنّ القوم أعرف بما فعلوا ، إلى غير ذلك من التراجم.
وعلى هذا الأساس الواهي بنوا أنواع الأحاديث وقسّموها إلى الأربعة المعروفة ، وحكموا بحسن أكثر الصحاح ، ولو دخلت من هذا الباب الذي فتحناه تحقق لك صدق ما ادعيناه في أول الفائدة. وبالله المستعان.
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢٤٤.
(٢) الكافي ٦ : ٥١ / ٥.