ومحمد بن الحسن بن الوليد (١) ، وابن متيل (٢) ، ومحمّد بن علي بن محبوب (٣) ، ومحمّد بن يحيى العطار (٤) ، وأحمد بن إسحاق (٥) ، وعلي بن بابويه والد الصدوق (٦) ، وغيرهم من الذين رووا عنه ، وقبلوا منه ، وحفظوا وكتبوا وحدّثوا بكلّ ما أخذوا عنه ، وحينئذ صدق النشر المذكور.
وهذا يلازم عرفاً بعد التأمل في حال الجماعة كون ظاهر إبراهيم ظاهراً مأموناً ، وكونه معروفاً عندهم بستر المعاصي ، والعفّة في البطن والفرج ، واجتناب الكبائر ، وأداء الفرائض ، إذ لو كان فيه خلاف بعض ذلك لما خفي عليهم ، لاحتياج النشر إلى كثرة المخالطة المنافية لستره عليهم ، ولو علموا فيه شرّاً لم يجتمعوا وهم بمكان من العظمة والجلالة والتثبت على التلقي عنه ، والتحديث عنه ، فظهر أنّ النشر لا يتخلف عن حسن الظاهر ، الكاشف عن الملكة.
وإذا تأمّلت في قولهم : صالح ، أو زاهد ، أو خيّر ، أو دين ، أو فقيه أصحابنا ، أو شيخ جليل ، أو مقدم أصحابنا ، أو مشكور ، وما يقرب من ذلك ، عرفت عدم صلاحية إطلاق هذه الألفاظ في كلمات مثل هذه الأعاظم على غير من حَسُنَ ظاهره ، وفقدت أو سترت معايبه.
وكيف يكون الرجل صالحاً ويُعدّ من الصلحاء وهو بعد متجاهر بترك بعض الفرائض ، أو بارتكاب بعض الجرائم ، واحتمال جهلهم بظاهر حاله
__________________
(١) وردت رواية محمد بن الحسن بن الوليد عنه بالواسطة ، انظر : الفقيه ٤ : ١٠٨ ، من المشيخة.
(٢) فهرست الشيخ : ١٢١ / ٥٣٦.
(٣) تهذيب الأحكام ٤ : ٣٢٢ / ٩٨٧.
(٤) الفقيه ٤ : ١٥ ، من المشيخة.
(٥) انظر هداية المحدثين : ١٢.
(٦) وردت رواية علي بن بابويه عنه بالواسطة ، انظر الفقيه ٤ : ١١٨ ، من المشيخة.