وانصرافهم عن حقايق الاسلام والقرآن. وتروّج البطالة ، ولا تحب اشتغال المسلمين بالعلوم النافعة ، والصنايع ، وتأسيس المعامل حتى لا يباع فى اسواقهم الامتاع المستعمرين.
وامّا السياسات العاملة لتفريق المسلمين فى القرون الاولى والوسطى فقد قضى عليها الزمان. فمضت العصور التى استعبد الناس فيها جبابرة الامويين والعباسيين ، ومضت الاعصار التى كان فيها تأليف الكتب وجوامع الحديث تحت مراقبة جواسيس الحكومة.
مضت العصور التى كان العلماء فيها تحت اضطهاد شديد ، والعمال والولاة يتقربون الى الخلفاء والامراء بقتل الابرياء ، ونفيهم عن اوطانهم وتعذيبهم فى السجون. وقطع ايديهم وارجلهم.
مضى الذين شجعوا العمل على التفرقة ، واختلاف الكلمة ، واشعال الحروب الداخلية.
مضت السياسات التى سلبت عن مثل النسائى حرية العقيدة ، والرأى وقتلته شرقتلة.
مضى عهد الجبابرة الذين صرفوا بيوت اموال المسلمين فى سبيل شهواتهم ، واتخاذ القينات والمعازف هواية لهم.
مضت العصور التى سبّوا فيها على المنابر اعظم شخصية ظهرت فى الاسلام لا يريدون بسبّه الّاسب الرسول صلى الله عليه واله.
مضت الازمنة التى كان يرمى فيها بعض المسلمين بعضهم بالافتراء والبهتان وحتى الكفر والالحاد.
مضت العصور المظلمة التى عاشت فيها كل فرقة ، وطائفة من المسلمين كامة خاصة لا يهمها ما ينزل على غيرها من المصائب والشدائد