منها كتاب المشيخة لامام اهل الحديث الشيخ الثقة الثبت الحسن ابن محبوب السراد الذى كتابه هذا فى كتب الشيعة اشهر من كتاب المزنى ، ونظرائه ، وصنفه قبل ولادة المهدى باكثر من مأة سنة ، وذكر فيه اخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر ، وحصل كلما تضمنه الخبر بلا اختلاف ،
واما ولادته عليه السلام (فقد ثبت بأوكد ما يثبت به انساب الجمهور من الناس اذ كان النسب يثبت بقول القابلة ومثلها من النساء اللاتى جرت عادتهن بحضور ولادة النساء وتولى معونتهن عليه ، وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون من سواه ، وبشهادة رجلين من المسلمين على اقرار الاب بنسب الابن منه ، وقد ثبتت اخبار عن جماعة من اهل الديانة والفضل ، والورع ، والزهد والعبادة. والفقه عن الحسن بن على انّه اعترف بولادة المهدى عليه السلام. وآذنهم بوجوده ، ونص لهم على امامته من بعده ، وبمشاهدة بعضهم له طفلا ، وبعضهم له يافعاً ، وشاباً كاملا) (١).
وهذا فضل بن شاذان العالم المحدث المتوفى قبل وفاة الامام ابى محمد الحسن العسكرى عليه السلام ، روى عنه فى كتابه فى الغيبة خبر ولادة ابنه المهدى ، وكيفيتها ، وتاريخها. وكانت ولادته عليه السلام بين الشيعة وخواص ابيه من الامور المعلومة المعروفة ، وقد امر ابوه عليه السلام ان يعق عنه ثلث مأة شاة ، وعرضه على اصحابه يوم الثالث من ولادته والاخبار الصحيحة الواردة باسناد عالية فى ذلك كثيرة متواترة جداً ، وقد احصى بعض العلماء اسماء جماعة ممن فازوا بلقائه فى حياة ابيه وبعدها كما قد نقل عن بعض اهل السنة الاجتماع به عليه السلام بل اخرج بعض
ــــــــــــــ
(١) الفصول العشرة فى الغيبة للمفيد.