حفاظهم مثل حافظ زمانه احمد بن محمد بن هاشم البلاذرى الحديث عنه عليه السلام.
نعم كان ابوه وشيعته يسترون ولادته عن اعدائه من بنى عباس وغيرهم. وكان السر فى ذلك ابن بنى العباس لما علموا من الاخبار المروية عن النبى والائمة من اهل البيت عليهم السلام ان المهدى هو الثانى عشر من الائمة ، وهو الذى يملاء الارض عدلا ، ويفتح حصون الضلالة. ويزيل دولة الجبابرة ارادوا اطفاء نوره بقتله فلذا عينوا العيون ، والجواسيس للتفتيش عن بيت ابيه ، ولكن ابى الله الّا ان يجرى فى حجته المهدى سنة نبيه موسى عليهما السلام وقد ورد فى الروايات الكثيرة عن آبائه عليهم السلام خفاء ولادته ، ومشابهته فى ذلك بموسى عليه السلام فراجع الباب الثانى والثلاثين من الفصل الثانى من كتابنا منتخب الاثر.
فعليهذا لم ينبغث الايمان بظهور المهدى عليه السلام الّا من الايمان بنبوة جده محمد صلى الله عليه واله وسلم وليس فى الخصوصيات المذكورة أمر غير مألوف مما لم تجد مثله فى هذه الامة او الامم السالفة فلا بد لمن يؤمن بالله ، وبالنبى الصادق المصدق بعد العلم بهذه الاخبار الكثيرة الايمان بظهور المهدى المنتظر صاحب هذا النسب المعلوم ، والسمات ، والنعوت المشهورة ، ولا يجوز مؤاخذة الشيعىّ بانتظار هذا الظهور ، ولا يصح دفع ذلك بمحض الاستبعاد.
فالمسلم الذى يؤمن بحياة عيسى. بل وحياة الدجال الكافر ، وخروجه فى آخر الزمان ، وبحياة خضر وادريس ، ويروى عن نبيه فى اصح كتبه فى الحديث (١) انه احتمل كون ابن صياد هو الدجال ، ويروى
ـــــــــــــ
(١) يراجع صحيح مسلم القسم الثانى من الجزء الثانى باب ذكر ابن