وان الناشئين لو تأثروا هذا الكتاب فى العبارة ، وصدق النظر لبلغوا من قوتى العقل واللسان تلك المنزلة التى نتمنى لهم ونّودان لو يصلون اليها فى وقت قريب (١).
والذى لا يعتريه الشك هو كون الجامع لهذا الكتاب الشريف الرضى قد ثبت ذلك بالتواتر القطعى ، وصرح به فى غيره من تصانيفه كمجازات الآثار النبوية ، (٢) وفى الجزء الخامس من تفسيره. (٣) ونسخة عصر الشريف موجودة. والتى وشحت بخطه الشريف (٤) مشهورة لم يشترك معه احد فى جمعه لا الشريف المرتضى ، ولاغيره ، وهذا غنى عن البيان.
ولا شك ايضاً فى ان الشريف الرضى اختار ما فيه من الخطب والكمات المأثورة عن اميرالمؤمنين عليه السلام فى الكتب المعروفة والاصول المعتمدة المعتبرة ، وكانت هذه الخطب ، والكتب ، والكلمات ، وحتى الخطبة الشقشقية ايضاً من خطب امير المؤمنين عليه السلام المعروفة بين العلماء والمؤلفين اثبتوها فى الكتب قبل ولادة الرضى والمرتضى ، وولادة ابيهما ، وقد سبق الرضى « فى جمع خطب اميرالمؤمنين » ابو سليمان زيد الجهنى فألف فى عصر اميرالمؤمنين كتاب « الخطب » جمع فيه ما املاه اميرالمؤمنين عليه السلام كما قد شرح خطب اميرالمؤمنين « قبل تأليف نهج البلاغة » جماعة كابى الحسين احمد بن
ــــــــــــــ
(١) شرح نهج البلاغة للشيخ محمد حسن نائل المرصفى المذكور.
(٢) ص٤١ و ١٦١ و ٢٢٣ و ٢٥٢.
(٣) ص١٦٧.
(٤) ما هو نهج البلاغة ص ٨.