اما الكلام فى الآية الكريمة فلا شك فى دلالتها على فضل بيعة الرضوان. وفضل اميرالمؤمنين الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه واله تحت الشجرة ، ولكن لا دلالة لها على الرضا عن كل من بايعه حتى المنافقين الذين لا دافع لاحتمال دخول بعضهم فى المبايعين.
فالحكم بالرضا عن شخص معين انما يصح اذا كان ايمانه محققاً معلوماً فلا يشمل من ليس مؤمناً ، وان كان من المبايعين كما لا تشمل الآية المؤمن الذى لم يكن حاضراً تحت الشجرة فلم يبايع هناك كما لا يجوز التمسك بالآية لاثبات ايمان بعض معين من المبايعين لو صار معرضاً للشك كائنا من كان فانه هو التمسك بعموم العام فى الشبهة المصداقية الذى برهن فى الاصول على عدم صحته. نعم لو قال لقد رضى الله عن الذين بايعوك تشمل كل من بايعه كائنا من كان وان شك فى ايمانه ولكن لا يجوز التمسك به فيمن شككنا فى اصل بيعته كما لا يثبت ايمان من شككنا فى ايمانه بقوله « لقد رضى الله عن المؤمنين » وهذا كلام متين فى غاية المتانة ، ولذا سكت الخطيب عن جوابه.
وايضاً هذه الآية لا تدل على حسن خاتمة امر جميع المبايعين المؤمنين. وان فسق بعضهم او نافق لانها لا تدل على ازيد من ان الله تعالى رضى عنهم ببيعتهم هذه اى قبل عنهم هذه البيعة ، ويثيبهم عليها ، وهذا مشروط بعدم احداث المانع من قبلهم. والحاصل ان اتصاف الشخص بكونه مرضياً لايكون الا بواسطة عمله المرضى ، والعامل لا يتصف بنفسه بهذه الصفة فهذه صفة تعرض الشخص بواسطة عمله فاذا صدر عنه الفعل الحسن ، والعمل المرضى يوصف العامل بهذه الصفة ايضاً ، ولا دلالة للاية على ان من رضى الله عنه بواسطة عمله يكون مرضيا طول عمره ، وان صدرت