المناصب بالملاهى وتكبر الخليفة المستعصم ، بخله بالاموال. فكان كما وصفه فى تاريخ الخلفاء (١) تائه فى لذاته لا يطلع على الامور ، ولاله غرض فى المصلحة.
وقال ابن كثير! ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة. استهلت هذه السنة ، وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار هولاكو خان ـ الى قوله ـ واحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب. حتى اصيبت جارية كانت تعلب بين يدى الخليفة وتضحكه ، وكانت من جملة حظاياه ، وكانت مولدة تسمى عرفة جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها ، وهى ترقص بين يدى الخليفة فانزعج الخليفة من ذلك ، وفزع فزعاً شديداً (٢)
وقال ابن الطقطقى فى الفخرى فى الآداب السلطانية (٣) كان المستعصم آخر الخلفاء شديد الكهف باللهو ، واللعب وسماع الاغانى لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة ، وكان ندماؤه. وحاشيته
ـــــــــــــ
الشافعى احد المشاهير المشار اليهم بالتقدم فى النظر وعلم الكلام والفقه وكان يبالغ فى ذم الحنابلة ، وقال لو كن لى امر لوضعت عليهم الجزية فجاءته امرأة فى الليل بصحن حلوى قالت انا اغزل ، وابيعه ، وقد اشتريت هذا الصحن وهو حلال واريد ان ياكل الشيخ منه فاكله هو وزوجته وولد له صغير فاصبحوا موتى. فانظر كيف ضرب الاختلاف المذهبى بعض المسلمين ببعض وكيف نسوا ما ذكروا به ،
(١) ص٣٠٩.
(٢) البداية والنهاية ج١٣ ص٢٠٠.
(٣) ص٣٣.