ومن نقلها من السنيين لم يسندها الى مصدر معتبر موثوق به ، ولم اعثر فى كتب التراجم ، والمعاجم الشيعية ذكراً لهذه النسبة فضلا عن الافتخار به ولو كان فيهم من يفتخر بذلك « العياذ بالله » لذكروا فى كتبهم المؤلفة فى عصر الخواجة ، والعلقمى ، وهذه كتب العلامة الحلى فى الامامة ، وخلاف الامة ليس فيها ذكر عن ذلك مع انه كان من تلامذة الخواجة فى المعقول نعم فى الاعصار الاخيرة ذكر ذلك القاضى نور الله الشهيد المتوفى س١٠٢١ فى مجالس المؤمنين ، وتبعه مؤلف روضات الجنات المتوفى س١٣١٣ من غير استناد الى اصل موثوق به ، وسواءاً كان تدخل العلقمى فى هذه الحادثة معلوماً ام مشكوكاً فاصول الشيعة تأبى عن الرضا بهذه الكارثة ، وما جرى فيها من القتل العام ، وذبح المسلمين والمسلمات ، فالشيعى لا يجوز قتل مسلم واحد سنيا كان او شيعياً الا بالحق فكيف يرضى بهذه المذبحة العامة وقتل. الشيوخ والاطفال ، وتغلب الكفار على المسلمين ، وليس فى فقهاء الشيعة من افتى بجواز قتل واحد من اهل السنة لانه سنى. فضلا عن قتل عامة اهل بغداد مع ما فيهم من العلماء والاشراف من السنيين والشيعيين واما الخواجة نصير الدين المحقق الطوسى فشأنه اجل وانبل من التدخل فى هذه الفاجعة ، وقد كان هلاكو قبل استخلاصه الخواجة من يد الاسماعيلية ارسل الى الخليفة ، وطلب منه ان يعينه بالجنود ، والعساكر ، وكان غرضه من ذلك تؤطئة الوسيلة للخروج عليه ، وفتح بغداد كغيره من البلاد ، ولم يكن لمنع الخواجة فى فسخ عزيمته قليل تأثير فهو وان كان مكرماً عنده ظاهراً ، وكان هلاكو يفتخر بوجوده فى البلاط السلطانى ، واراد ان ينتفع بعمله وحكمته لكن لم يكن الخواجة ممن لازم السطان وصحبته بالاختيار بل كان مكرهاً مجبوراً فى ذلك