فسد منها الا البعد عن الاسلام ، والمستعمر يريد هدم هذه المبانى فيجعل لاهل كل قطر تاريخا ووطنا ، ويشجع العصبيات القومية (١) ويكثرون اسباب الامتياز بين الاقاليم الاسلامية ، ويحيون آثار الاقدمين ، ويربطون كل شعب العصور البائدة ، والحياة القبيلية ، لان ذلك يقطع اسباب الارتباط بين المسلمين فيجب على اى شعب من المسلمين الاهتمام باحياء ايام الاسلام ، وشعائره ، دون ما ليس منه بشىء من ايامهم الماضية ، وشعائرهم
ـــــــــــــ
(١) لا اعتبار فى المجتمع الاسلامى بالقومية ، واذا كان مفهوم القومية شعور جماعة من الناس انهم طائفة واحدة فشعور المسلمين انهم كلهم ابناء الاسلام وامة القرآن ، وانهم كلهم مشتركون فى المصالح والمنافع وانه يجب على كل مسلم ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه وواقوى واوسع واشمل من ذلك والتعبير عن الرابطة الاسلامية بالقومية ، ونحوها يقصر عن افهام تلك الرابطة والاخوة الدينية التى هى نعمة الله على المسلمين واذا كات القومية اتحاد جماعة فى اللغة والعنصر والارض والتاريخ والمصالح فلا اعتباربها ، ولا يجوز لمسلم ان يتميز عن سائر المسلمين بهذه الامور ، بل التمسك بها يوجب التفرق المنهى عنه. فالتفاهم والتجاوب يجب ان يكون بالاسلام ، وعقيدة التوحيد واما غير ذلك : ان الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم فلا يقيم الاسلام لوحدة اللغة ، او لوحدة العنصر والارض وامثال هذه وزناً سيما اذا صارت سبباً للتفرق وتميز طائفة من المسلمين عن سائر المسلمين.
هذا مضافاً الى ان العصبية للقومية بالمعنى المذكور خصوصاً اذا كان قبال قومية اخرى من المسلمين مذمومة شرعاً ، ولا ريب ان الاسلام جاءِ ليوحد الناس عقيدة ومجتمعاً فليس اذاً هنا غير الاسلام ، وليس نعرات القوميين والوطنيين والعنصريين فى داخل بلاد الاسلام الاشبائك للاستعمار ، ولا شىء خارج الاسلام ، وكل حركة يجب ان تنتهى الى الاسلام ، ولا يصغى المسلم الى هتاف المستعمرين.