اليه ، وتسجيل نقلها عن علماء النجف وفيهم من رجالات الدين والعلم والمعرفة بتواريخ الاسلام ، وتراجم الرجال من آرائه واقواله فى غاية الاعتبار والاعتماد ، فكانه اراد بتسجيل ما حكاه على علماء النجف تسجيل اصل النسبة على الخليفة واشاعتها ، فان الكتاب الذى ذكر يه هذه النسبة « ان كان الخطيب صادقا فيما حكاه » ليس معروفا وفى متناول ايدى الشيعة واهل السنة فنحن لم نقف عليه ولاعلى اسم كاتبه بعد مع الفحص الكثير فى المكتبات ، ولم نطلع على ما فيه الا بحكاية الخطيب فى كتابه الذى نشره فى ارجاء العالم الاسلامى وجعله فى متناول ايدى اعداء الاسلام والمتتبعين لعورات المسلمين وكان الواجب على الحكومات السنيّة مؤاخذة الخطيب ومصادرة كتابه باشاعته هذه النسبة وحكايته فى كتاب يقرءه المسلمون وغيرهم.
وعلى كل حال لا حاجة لنا بتبرئة علماء النجف عما حكى عنهم فان شأنهم الرفيع اكبر وانبل من ذكر الامور الشائكة فى كتبهم فهم معتمدون فى مقالاتهم وآرائهم فى المذهب والفقه والعلوم الاسلامية على اقوى الادلة العلمية
هذا ، ولو فرضنا ذكر شىء من هذا القبيل فى نقل لا يعتمد عليه. أيجوز له ان ينسب ذلك الى الشيعة!؟ والا فيجوز ان ينسب الى السنيين عقايد النواصب الذين سبّوا اميرالمؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام واحدثوا فى الاسلام ما احدثوا. وقتلوا سبطى رسول الله وريحانتيه صلى الله عليه واله وسلم ،
والعجب ان الخطيب تارة يقول ان التقية عند الشيعة عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر بغير ما يبطنون ، واخرى يقول بتظاهرهم بامر لو كان التقية من دينهم لكان الواجب عليهم ان يستروه لا ان يذيعوه ويكتبوه ، وينشروه حتى يقرأه كل معاضد ومعاند ، فتامل ما فى كلماته من التهافت والتناقض ومجانبة الحق والانصاف عصمنا الله تعالى منها.