هذا المصلح الذى ادرك بعلمه الواسع. وغيرته على الاسلام ، والمسلمين ضرورة الاتحاد والاتفاق ، وامكان التقريب بين الطائفتين فقام لله ، وادى ما عليه من نصيحة الامة ، ورفع الجفوة ، فايّد الزعماء المصلحين واسلافه من مشايخ الازهر كالعلامة الكبير الشيخ عبد المجيد سليم باصدار فتواه التاريخية بجواز التعبد بمذهب الامامية وجواز الانتقال من ساير المذاهب الى هذا المذهب.
الايصير اضحوكة الناس من يقول ان الشيعة حيث يقولون بالتقية لا يقبل منهم اقرار واعتراف فى عقائدهم ، وانهم يبطنون خلاف ما يظهرون
أليست التقية جايزة عند السنيين؟
الم يعمل بالتقية الصحابى الجليل عمار بن ياسر ونزل فيه : الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان.
قال الواحدى فى اسباب النزول : قال ابن عباس : نزلت (يعنى قوله تعالى : من كفر بالله من بعد ايمانه (١) الاية) فى عمار بن ياسر وذلك ان المشركين اخذوه. واباه ياسراً ، وامه سمية ، وصهيباً وبلالا وخباباً وسالماً ، فاما سمية فانها ربطت بين بعيرين ، ووجىء قلبها بحربة وقيل لها انك اسلمت من اجل الرجال فقتلت. وقتل زوجها ياسر ، وهما اول قتلين قتلا فى الاسلام ، واما عمار فانه اعطاهم ما ارادوا بلسانه مكرهاً فاخبر النبى صلى الله عليه واله بان عمار اكفر فقال : كلا ان عماراً ملىء ايماناً من قرنه الى قدمه ، واخلط الايمان بلحمه ودمه فاتى عمار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وهو يبكى فجعل رسول الله صلى الله عليه واله يمسح عينيه. وقال ان عادوا لك فعدلهم بما قلت ، فانزل الله هذه الاية.
ــــــــــــــــ
(١) سورة نحل ـ آيه ى ١٠٦.