وتكون فرضاً ويجوز احيانا من غير وجوب. وتكون فى وقت افضل من تركها. وقد يكون تركها افضل ، وان كان فاعلها معذوراً ومعفوّاً عنه ومتفضلا عليه بترك اللوم عليها.
فهذه جملة من كلمات علماء الفريقين مفصحة بجواز التقية فى الجملة معلنة بتقارب آرائهم فيها ، وان الكل معتمدون فى القول بها على الكتاب والسنة.
اذاً فما ذنب الشيعة فى القول بها؟ وما وجه مؤاخذتهم عليها الّا التعصب والجهل. نعم رأى الشيعة جواز التقية ، وقد عملوا بها فى الاجيال التى تغلب فيها على البلاد الاسلامية امراء الجور ، وحكام جبابرة مثل معاوية ، ويزيد ، والوليد ، والمنصور ، والهادى ، وهرون ، وزياد ، والحجاج ، والمتوكل ، وغيرهم ممن عذبوا ائمة اهل البيت ائمة الخير ومثل العلم والزهد ، والدين ، وعذبوا اشياعهم شر تعذيب ، وقتلوهم ابشع قتلة (١).
وفى العصور التى كان فيها اخذ الحديث من ائمة اهل البيت وعترة النبى صلى الله عليه واله وسلم ، وممن يحبهم او يفضلهم على غيرهم من اعظم الجرائم السياسية ، فى العصور التى سلبت عن المسلمين الحرية التى هتف بها الاسلام ، وكان سبّ اميرالمؤمنين على عليه السلام سنة جارية لا يجترىء احدان ينكره.
نعم عملوا بالتقية فى الازمنة التى كان فيها من بنى فاطمة الزهراء بضعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم من يخفى انتسابه اليها والى بعلها عليهما السلام
ـــــــــــــــ
(١) راجع مقاتل الطالبيين لابى الفرج الاصبهانى المروانى حتى تعرف فظاعة ما جرى على اهل البيت من المصائب. والمحن من عبدة الرياسة ، وارباب السياسة.