ليسلم من القتل والسجن والسوط ، وانواع التعذيب الجارية على المتشرفين بهذه النسبة الشريفة الطاهرة الزكية ، وفى الاجيال التى لا يعد الرجل فيها من اهل السنة الا اذا كان فى نفسه عن اميرالمؤمنين ، وفاطمةى وسائر اهل البيت شىء من البغض او يتظاهر بذلك ، ويترك احاديث فضائلهم
هذا الخطيب البغدادى يذكر فى تاريخه (١) ان نصر بن على الجهضمى المحدث الكبير لمّا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله : « من احبنى واحب هذين (واشار الى الحسن والحسين عليهما السلام) واباهما وامهما كان معى فى درجتى يوم القيمة » (٢) امر المتوكل بضربة الف سوط ، وكلمه جعفر بن عبد الواحد ، وجعل يقول هذا الرجل من اهل السنة ، ولم يزل به حتى تركه.
فهل تجد فى مثل هذا العصر بداً من التقية فتأمل فى مغزى هذه القصة ، وامثالها ، وقد عمل بالتقية فى هذه العصور كثير من المحدثين والعلماء من اهل السنة امثال ابى حنيفة ، والنسائى ، ولم يكن للمحدثين ، ارباب الصحاح والمسانيد كاحمد وغيره حرية فى تخريج ما يخالف سياسة الحكومة ، واهواء الامراء ولم يكن للمصنفين فى تأليف الكتب ونقل الروايات بدّ من التقية لكونهم تحت اضطهاد شديد ومراقبة عيون الحكومة التى بثّت جواسيسها فى البلاد للفحص عمّن يرى او يروى لاهل البيت منقبة وفضيلة. ولقد اجاد امام الحنفية فى الاشعار المنسوبة اليه :
حب اليهود لال موسى ظاهر |
|
وولاهم لبنى اخيه بادى |
ـــــــــــــــ
(١) ج١٣ ـ ص ٢٨٨ ـ رقم ٧٢٥٥.
(٢) واخرجه القاضى فى الشفاط س ١٣٢٤ ص ٤٢ ج ٢ وابن حجر فى تهذيب التهذيب بترجمة نصر بن على.