وما ذكر فيه من اختلاف الفرق ، ويوجد فيه من نقل اعاجيب الاكاذيب ما ليس فى غيره ، وذكر فيه مذاهب اهل السنة ثم تعرض لمذهب الشيعة ، ويظهر من بعض مواضيعه انه كان الى مذاهب اهل السنة اميل ، ونسبه بعض علماء الشيعة المتتبعين الى الزندقة والالحاد ، والله العالم بحقيقة حاله وهو عليم بما فى الصدور. ومع ذلك كله كيف يقول الخطيب انه كان من الشيعة الايرانيين ، ثم يقول على سبيل الجزم انه تأليف محسن الفانى الكشميرىّ.
ومن الاعاجيب التى تضحك الثكلى ما نقل فى دبستان المذاهب عن الشيعة من اسقاط سورة من القرآن (غير السورة التى نقلها الخطيب كذباً عنه) ولم يستند فى ذلك الى كتاب او نقل عن مجهول ، ونقلها فى فصل الخطاب فى ما نقل عن كتب اهل السنة ، وهذه السورة المختلقة مشتملة على الاغلاط اللفظية والمعنوية ، وركاكة الاسلوب يعرف من تدبر فيها انها من اختلاقات اعداء الاسلام ولا يرتاب من له معرفة بكلام العرب انها دون كلام سوقتهم فضلا عن فصحائهم ، وفضلا عن كلام الله تعالى ، وقد اوضح ذلك غاية الايضاح العالم الشيعى الجليل الشيخ البلاغى فى مقدمة تفسيره فراجع. واقض العجب عن من يستند الى هذه الكتب او ينقل مثل هذه المهزلة فى كتابه.
والحاصل ان نسبة القول الى نقص سورة من القرآن الى الشيعة كذب محض لم يقل به احد من الشيعة وليس فى رواياتهم منها عين ولا اثر كما ان نسبة تاليف كتاب دبستان المذاهب اليهم ايضا كذب محض لا شاهد له فى نفس الكتاب ولا فى غيره ، ولم يعتمد احد من الشيعة على هذا الكتاب.