الصحيحة ، وما يحمل الخطيب ان يفسر مثل هذه المكاتبة التى عرفت علتها بهذا التفسير الشائك؟ وما فائدة الاهتمام فى تكثيرا الفوارق بين المسلمين ، ولم لم يكتب بعد كاتب مصلح كتاباً فى مشتركاتهم الاساسية وما اتفق عليه كلمة الكل من العقائد الاسلامية التى هى الملاك الفذ للحكم بالاسلام؟ وما يمنع الخطيب من مراجعة كتب الشيعة المعتمدة واحاديثهم الصحيحة. وفتاوى فقهائهم حتى يعرف ان الناصب عندهم وفى اصطلاحهم كما صرح به اكابر علمائهم من ينصب العداوة لاهل البيت ، ويسبّهم. ويبغضهم (١).
قال الشيخ المحدثين محمد بن على بن الحسين الملقب بالصدوق (ت ٣٨١ ه) فى « من لايحضره الفقيه » وهو احد الجوامع الاربعة التى يدور عليها فقه الشيعة الامامية فى جل ابوابه بل كلها :
والجهال يتوهمون ان كل مخالف ناصف وليس كذلك (٢)
وبعد ذلك كله نسير فى هذا البحث على نحو عام ، بحيث يظهر منه ان مجرد تخريج خبر فى كتاب لا يصحح. الاحتجاج به حتى على مؤلفه فضلا عن اهل مذهبه. فتخريج الاحاديث ، وجمعها. وحفظها مطلب وملاحظة اسنادها ومتونها ودلالة الفاظها ، وعامها ، وخاصها. ومطلقها ومقيدها : والنظر فى متابعاتها او معارضاتها. مطلب آخر.
فنقول : اولا لو كان اخراج كل رواية فى كتاب من كتب اهل السنة او الشيعة حجة عليهم وان لم تكن الرواية معتبرة عندهم حتى عند مخرجيها حسبما ذكروه فى كتب الحديث والدراية والرجال لكان حجة الشيعة
ـــــــــــــــ
(١) راجع كتاب « المعتبر » و « تذكرة الفقهاءِ » و « المنتهى » وغيرها.
(٢) من لا يحضره الفقيه ج٣ ص٢٨٥.