حدودالله صغيرها وكبيرها ودقيقها وجليها ، ولا يجوز أن يكون بهذه الصفة غير الأئمّة عليهمالسلام (١).
وقد قُرِئت «التائبين ، العابدين ، الحامدين ، السائحين ، الراكعين ، الساجدين ، الآمرين ، الناهين» عن أبى بن كعب وابن مسعود والأعمش وعاصم (٢) وفيها دلالة أصرح على نزولها في الأئمّة الطاهرين ، وقد جاءت هذه القراءة في روايات أهل البيت أيضا.
فعن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : تلوتُ : (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ) فقال : لا ، إقرأْ «التائبين العابدين» إلى آخرها ، فسئل عن العلة في ذلك ، فقال : اشترى من المؤمنين التائبين العابدين (٣).
وفي رواية أخرى عن أبي بصير أيضا ، قال : سألت أبا جعفر عن قول الله عزّ وجلّ : (إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) الى آخر الآية ، فقال : ذلك في الميثاق ، ثمّ قرأت (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ) الى آخر الآية ، ثمّ قال : إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني [في] الرجعة (٤).
وعن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن اليزيد ، عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : ... ثمّ ذكر
________________
١ ـ تفسير القمي ١ : ٣٠٦.
٢ ـ مجمع البيان ٥ : ١٢٨ وانظر المحرر الوجيز ٣ : ٨٨ وتفسير السمرقندي ٢ : ٩٠ وتفسير القرطبي ٨ : ٢٨١ وفتح القدير ٢ : ٤٠٨.
٣ ـ الكافي ٨ : ٣٧٨ / ٥٦٩.
٤ ـ بحار الأنوار ٥٣ : ٧١ / ٧٠ عن مختصر بصائر الدرجات : ٢١.