وقد عدّ ابن تيميّة إمامة الصلاة في المسجد والأذان (١) ، وجمع النّاس للطعام في العيدين وأيّام التشريق (٢) ، وصلاة الجماعة (٣) من شعائر الإسلام ، من الشعائر مع أنها غير مذكورة في القرآن الكريم.
كما اعتبر الشهيد الثاني ـ من علماء الإماميّة ـ بأنّ المراد بشعائر الإسلام ما يختصّ بشرعه كالأذان والصلاة وصوم رمضان (٤).
قال السيّد البجنورديّ ـ وهو من علماء الإماميّة أيضا ـ عن الشعائر والحرمات بأنّها مطلقة وتشمل كلّ ما هو محترم في الدين ، وله شأن عند الله تعالى ، على اختلاف مراتبها ؛ كالكعبة المعظّمة ، والمسجد الحرام ، وسائر المساجد ، والقرآن ، والنبيّ ، والأئمّة المعصومين ، والأضرحة المقدّسة ، وقبور الشهداء والصالحين ، والعلماء والفقهاء العاملين ، أحياءً وأمواتا (٥).
إذن شعائر الله وحرماته هي كلّ ما حكم الله ورسوله بلزوم تعظيمه وحفظ حرمته.
فزيارة قبر رسول الله والأئمّة من ولده من أعظم الشعائر ، لأنّها بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُه.
وهناك فارق بين الشعائر والحرمات ، إذ ترى في الشعائر لزوم الفعل والامتثال ، وفي الحرمات لزوم الاجتناب والترك.
فالمسجد الحرام يجب تعظيمه من جهة ، ويحرم تنجيسه من جهة اُخرى.
وهكذا الحال بالنسبة إلى أهل البيت عليهمالسلام ، فلازم تعظيمهم ومودّتهم هو
________________
١ ـ منهاج السنّة النبوية ٦ : ٢٩٥.
٢ ـ الفتاوى الكبرى ١ : ٣٢٧.
٣ ـ الفتاوى الكبرى ١ : ١١٣ ، ١٢٥.
٤ ـ انظر مسالك الإفهام ٣ : ١٦ ، مختار الصحاح : ١٨٠.
٥ ـ القواعد الفقهيّة ٥ : ٢٩٣.